حكاية انسان: الجزء الثالث
الساعة الرابعة عصرا
17\8\2018
كان هذا اليوم بمثابة الجحيم على الارض من شدة الحرارة و بحكم اننى اعيش باحد المدن الاقليمية الكبرى كان الجو مشبعا بالاتربة و اتذكر انه فى هذا اليوم كنت قد حددت ميعادا لمقابلة احدى الفتيات اللاتى كنت اخدمهن فى الكنيسة فى سن صغير و كنت اعتبرهن كاصدقاء لى و قد دبرنا هذه المقابلة وفقا لطلبها.
لذا بينما كنت فى الطريق لرؤيتها بدأت افقد اعصابى لظروف الجو السيئة بالاضافة الى صغيرتى "مشمش" التى بدأت فى التذمر و البكاء.
-بالمناسبة مشمش هى ابنتى-
اخيرا وصلت الى منزل "زيزا" -الفتاة التى اردت مقابلتها- ففتحت الباب لأجد نسيم هواء بارد يضرب و جهى و ذلك بسبب مكيف الهواء و لذا هممت الى الداخل لألتقط انفاسى قائلة:
"انسى انى اجيلك لحد اخر الصيف, انا مش هنزل من بيتى و اللى عايزنى يجيلى"
فضحكت زيزا بعدما احتضنتى و قالت:
"اللى تؤمرى بيه يا فندم بس انتى عارفة مينفعش اعيش من غيرك يعنى"
"اللى تؤمرى بيه يا فندم بس انتى عارفة مينفعش اعيش من غيرك يعنى"
بعد ذلك دخلنا لنجلس على اريكة فى غرفة المعيشة و بعد لحظات قبل بدء الحديث وقفت زيزا لتسألنى:
"تحبى تشربى ايه؟"
"تحبى تشربى ايه؟"
"يا بنتى اقعدى عايزين نتكلم و بعدين انا مش ضيفة"
"ما ماما مش موجودة و موصيانى عليكى, عايزة ماما تهزقنى؟"
"لأ مقدرش على زعل ماما, بصى انا محتاجة مياه بس و نشوف مشمش هانم هتشرب ايه عشان دى مبيعجبهاش العجب بس انتى عارفة انها بتحبك و هتشرب اى حاجة من ايدك"
فمالت زيزا اليها لتقبلها و تهمس لها فى اذنها كما اعتادوا ان يتحدثوا سويا و قالت لها شيئا حتى تلمع عينا مشمش و تقول لى:
"ماميىى, ممكن بيبسى بليز؟"
"ماميىى, ممكن بيبسى بليز؟"
"نو يا مشمش احنا اتفقنا مرة واحدة فى الاسبوع, انتى بنت شطورة و هتشربى نسكويك, صح؟"
"اوكيه مامى"
بعد دقائق قليلة عادت زيزا بالمشروبات و جلست لنبدأ حديثنا المنتظر فقلت لها:
"ايه اللى حصل بقى؟"
فبدأت عيناها تدمعان و اهتز صوتها قائلة:
"انا مش عارفة اقول ايه بس انا حاسة انى عكيت الدنيا"
"قولى اى حاجة تيجى فى دماغك"
"باختصار فى ولد انا و هو معجبين ببعض و بقالنا كتير بنتكلم مع بعض و خرجنا امبارح و وسط ما احنا ماشيين مسك ايدى, المشكلة انى مقولتش لأ و كنت مبسوطة فانا حاسة بالذنب دلوقتى"
"طب انتى ليه حاسة بالذنب؟ او شايفة فين الغلط فى اللى حصل؟"
"اكيد عشان مقولتش لماما فحاسة اكنى عاملة مصيبة و مخبياها او بكدب عليها و حاسة بالذنب انى سيبت نفسى احبه كده و اكيييد حاسة بالذنب انى سيبته يمسك ايدى, او مش عارفة انا حاسة بايه بس انا حسيت انى اتخضيت و ان فى حاجة غلط بس انا استسلمت"
"طب حلو يا زيزا انتى واصلة بشكل كبير للمشكلة و اعتقد انى مش محتاجة اقول حاجة بس خلينا دلوقتى ندور على الحل مع بعض فانتى شايفة ممكن نعمل ايه الوقت الجاى؟"
فى هذه اللحظة نظرت الى بعينيها المتسعتين و قالت: "انا بجد مش عارفة" و انهارت فى البكاء.
انا اعلم جيدا اننى يجب ان اكون الطرف العقلانى فى الحوار و لكننى لم استطع التحكم فى مشاعرى امام دموعها و بطريقة ما شعرت بألمها بداخلى بنفس القوة او حتى اقوى و كأننى احمل ثقل الامها فوق الامى فتتضاعف الالام بداخلى لتجعل عيناى تدمع لا اراديا.
حينها اقتربت الى زيزا لأحضنها حضنا دام حتى حواى نصف دقيقة بدون اى كلمة حتى تملكت نفسى و مسحت دموعى حتى لا ترانى فى موقف الضعف هذا و لكننى علمت يقينا انها شعرت بحركة جسمى و اضطراب انفاسى.
بعدها نظرت اليها و قلت بضحكة طفيفة:
"هااا و اخرتها ايه معاكى؟"
فضحكت و قالت:
"هو انا عارفة ان الحب مش غلط بس لازم اعرف ده حب و لا اعجاب و عارفة انه لسه بدرى على خطوة زى دى, و عارفة انى مفروض اخلى فى حدود, و عارفة برضه انه مينفعش اخبى على ماما بس انا متلخبطة"
"بصى يا زيزا انا واثقة فيكى و عارفة انك ذكية انك تاخدى القرار الصح بس انتى محتاجة مساعدة و انا هنا عشان ده فانا مش هزود على كلامك بس خلينى اسألك سؤال, انتى محتاجانى اساعدك ازاى؟"
"عارفة يا ستى انا نفسى فى ايه؟ انا نفسى بس انك تفضلى موجودة فى حياتى"
"يا سلااام عالكلام الكبير"
"بتكلم بجد ! انتى بجد مش عارفة انتى ايه بالنسبالى, انا مش بعرف اعبر كويس بس اللى بييجى فى دماغى عنك انى بفتكر الاية بتاعت الله محبة و انت عاملة زى الماسورة المخرومة, الناس بترمى المواسير المخرومة و بتقول انها بايظة بس انا شايفة انك لو مكنتيش مخرومة مكنتيش هتطرطشى عالناس محبة ربنا اللى بتعدى جواكى, انا مهما احكى عنك مش ععرف اوصل ازاى انتى مش بس بتفهمى بس بتعرفى تحتوى اوى و يمكن ده اكتر حاجة الناس بتحتاجها فى الوقت الصعب و ده مش كلامى انا بس على فكرة.
انا حقيقى بشكر ربنا عليكى"
بطل اليوم: م.س
"ايه اللى حصل بقى؟"
فبدأت عيناها تدمعان و اهتز صوتها قائلة:
"انا مش عارفة اقول ايه بس انا حاسة انى عكيت الدنيا"
"قولى اى حاجة تيجى فى دماغك"
"باختصار فى ولد انا و هو معجبين ببعض و بقالنا كتير بنتكلم مع بعض و خرجنا امبارح و وسط ما احنا ماشيين مسك ايدى, المشكلة انى مقولتش لأ و كنت مبسوطة فانا حاسة بالذنب دلوقتى"
"طب انتى ليه حاسة بالذنب؟ او شايفة فين الغلط فى اللى حصل؟"
"اكيد عشان مقولتش لماما فحاسة اكنى عاملة مصيبة و مخبياها او بكدب عليها و حاسة بالذنب انى سيبت نفسى احبه كده و اكيييد حاسة بالذنب انى سيبته يمسك ايدى, او مش عارفة انا حاسة بايه بس انا حسيت انى اتخضيت و ان فى حاجة غلط بس انا استسلمت"
"طب حلو يا زيزا انتى واصلة بشكل كبير للمشكلة و اعتقد انى مش محتاجة اقول حاجة بس خلينا دلوقتى ندور على الحل مع بعض فانتى شايفة ممكن نعمل ايه الوقت الجاى؟"
فى هذه اللحظة نظرت الى بعينيها المتسعتين و قالت: "انا بجد مش عارفة" و انهارت فى البكاء.
انا اعلم جيدا اننى يجب ان اكون الطرف العقلانى فى الحوار و لكننى لم استطع التحكم فى مشاعرى امام دموعها و بطريقة ما شعرت بألمها بداخلى بنفس القوة او حتى اقوى و كأننى احمل ثقل الامها فوق الامى فتتضاعف الالام بداخلى لتجعل عيناى تدمع لا اراديا.
حينها اقتربت الى زيزا لأحضنها حضنا دام حتى حواى نصف دقيقة بدون اى كلمة حتى تملكت نفسى و مسحت دموعى حتى لا ترانى فى موقف الضعف هذا و لكننى علمت يقينا انها شعرت بحركة جسمى و اضطراب انفاسى.
بعدها نظرت اليها و قلت بضحكة طفيفة:
"هااا و اخرتها ايه معاكى؟"
فضحكت و قالت:
"هو انا عارفة ان الحب مش غلط بس لازم اعرف ده حب و لا اعجاب و عارفة انه لسه بدرى على خطوة زى دى, و عارفة انى مفروض اخلى فى حدود, و عارفة برضه انه مينفعش اخبى على ماما بس انا متلخبطة"
"بصى يا زيزا انا واثقة فيكى و عارفة انك ذكية انك تاخدى القرار الصح بس انتى محتاجة مساعدة و انا هنا عشان ده فانا مش هزود على كلامك بس خلينى اسألك سؤال, انتى محتاجانى اساعدك ازاى؟"
"عارفة يا ستى انا نفسى فى ايه؟ انا نفسى بس انك تفضلى موجودة فى حياتى"
"يا سلااام عالكلام الكبير"
"بتكلم بجد ! انتى بجد مش عارفة انتى ايه بالنسبالى, انا مش بعرف اعبر كويس بس اللى بييجى فى دماغى عنك انى بفتكر الاية بتاعت الله محبة و انت عاملة زى الماسورة المخرومة, الناس بترمى المواسير المخرومة و بتقول انها بايظة بس انا شايفة انك لو مكنتيش مخرومة مكنتيش هتطرطشى عالناس محبة ربنا اللى بتعدى جواكى, انا مهما احكى عنك مش ععرف اوصل ازاى انتى مش بس بتفهمى بس بتعرفى تحتوى اوى و يمكن ده اكتر حاجة الناس بتحتاجها فى الوقت الصعب و ده مش كلامى انا بس على فكرة.
انا حقيقى بشكر ربنا عليكى"
بطل اليوم: م.س
Comments
Post a Comment