حاجات لازم تطلع.

 انا فعلاً مش قادر اتخطى اللى حاصل جوايا و مهما حكيت و حاولت أطلع اللى جوايا مش هعرف أوصل اللى عايز أقوله و حتى عشان أكتب الكلام ده الموضوع استنزف منى طاقتى كلها, محدش عنده فكرة انا كتبت الكلام ده كام مرة و اتمسح لأنه يأما مش معبر عن اللى جوايا كفاية يأما مش عايز حد يشوفه, يأما خايف لأسباب كتير بس اتمنى المرادى أقدر أكمل للآخر.

شهر 10 اللى فات يعنى بعد ما دخلت الجيش بشهرين تقريباً حصل حاجة أخدت وقت كبير أوى عشان أقدر أحكى عنها و لما حكيت عنها فضلت كتير أوى بعمل نفس اللى بعمله دلوقتى هو إنى أكتب و أمسح و لما كتبت أخيراً مكانش ده 5 فى المية من اللى جوايا, بإختصار من غير ما أدخل فى تفاصيل فى حادثة حصلت و حد كان معايا فى الكتيبة اتوفى و العربية دى كان المفروض أركب فيها لكن لسبب معين ده محصلش و مش هقدر أقول أكتر من كده.

الموضوع ده محدش عنده فكرة عاملى أزمة جوايا إزاى و مش عارف اتخطى ده لحد دلوقتى, فكرة إن كان فى حد معاك و مش موجود دلوقتى أياً كانت علاقتى بيه عاملة إزاى دى صعبة جداً, الشخص ده عشت معاه تفاصيل كتير صعبة تخليه حتى لو مش صاحب مقرب فانا متعلق بيه و مش قابل عدم وجوده.

انا كل ده بكروت اللى حصل فعلاً و مش قادر اتكلم عن اللى حاسسه, بس خلاصة الكلام هنا إنه برغم كل حاجة فأى حد معرض فى أى وقت للموت, مش هتكلم عن مدى إيمانى بالقدر أو دور البشر فى حاجة زى كده لأن خلاص اللى حصل حصل.

طبعاً الموضوع ده كفيل يعمل لأى حد Trauma أياً كان شكلها و شدتها بس انا من جوايا كنت بقول إنه عادى دى حادثة و وارد تحصل فى أى مكان فى أى وقت بس اللى جاى ده الجديد اللى هحكى عنه.

كBackground سريع عن حياتى فى الوقت الحالى تتلخص فى إنى بتسحل فى الجيش زى أى فرد عسكرى بإختلاف شكل السحلة بس بنزل الأجازة عندى طاقة حلوة إنى أتبسط بأقل حاجة لأنى حرفياً محروم من كل حاجة بس من أكتر الحاجات اللى بتبسطنى هى الناس ذات نفسهم مش الأحداث اللى بعملها معاهم, و اللى حاصل مؤخراً إن أقرب علاقاتى مضروبة بالجزمة و كنت ببذل فيها مجهود رهيب فى حين إنه ده أكتر وقت محتاج أرتاح فيه و أبقى مبسوط فاللى بيحصل إنى مهموم و مهما كان جمال الأحداث اللى بتحصل فى الأجازة ملوش طعم لأنه اللى كان الأهم بالنسبالى -الناس- فى مشكلة معاهم أو عندهم.

و اللى عارفنى كويس عارف قد إيه الكتابة حاجة مهمة بالنسبالى و Twitter كان حاجة محورية بالنسبالى بطلع فيها أى عك جوايا فانا وصلت لمرحلة إن حتى ده مش قادر أطلع فيه أى حاجة من اللى جوايا بس قبل ما أقفله كتبت حاجة تمثل شكل علاقاتى بقول فيها:

"انت لازم تعرف إنك يأما واصل لقمة النضج يا قمة الغباء لما تقرر إنه برغم وجعك هتقرر تحط مشاعرك على جنب و تحط مشاعر الطرف التانى فوقيها.

بس لما بتوصل لمرحلة إنك بتشكك فى نفسك فإعرف إنك غالبا فى اتجاه قمة الغباء."


بعد كل اللى قولته حصل حاجة غريبة جداً و دى أكتر حاجة كنت محتاج أكتب عنها و هى إن بعد موضوع شاورما -الولد اللى مات فى الحادثة- طلعت و نزلت كتير نفس المكان اللى حصل فيه الحادثة بس فى مرة معينة من قبل ما أطلع حلمت حلم صحيت مش فاكر فى تفاصيله أى حاجة بس كان جوايا إحساس قوى جداً و غير مبرر إن فى حاجة هتحصل مش كويسة و الإحساس ده كان واصل معايا لمرحلة الخوف المرضى اللى ممكن حد يعيط بسببه بس فضلت متماسك لأنى معنديش أى دليل على الاحساس اللى جوايا و عمال أهدى نفسى بس كنت محتاج أتكلم و الوقت مجاش فى دماغى حد يقدر يفهمنى و يهدينى غير ماما و صاحبتى الأقرب ليا بس مكانش فى مجال أكلم ماما و انا عارف إن اللى هيحصل إنها بدل ما هتطمنى هتخاف أكتر خصوصاً إنى رايح مكان مفيهوش شبكة فقررت أكلم صاحبتى اللى كنا ساعتها بقالنا كتير مبنتكلمش خالص بسبب مشاكل و توتر حاصل بيننا بس هى مردتش, مكانتش موجودة فى وقت من أكتر الأوقات اللى كنت محتاج وجودها فيه بسبب عذر أقبح من ذنب بالنسبالى و فى الوقت ده الخوف و الحزن اللى جوايا لما صعبت عليا نفسى خلونى فقدت تمالكى لنفسى بهدوء خالص من غير ما حد يحس.
فى حتة جوايا باظت بسبب احساسى إنى لوحدى خالص حتى لو كل اللى فى دماغى ده تهيؤات بس للأسف اللى فى دماغى فعلاً حصل, كنا 3 عربيات بنتحرك مع بعض و قبل ما نتحرك كنت راكب عربية مكنتش عارف أقعد فيها و طلبت إنى أغير مكانى و اللى حصل إن العربية اللى كنت راكبها الكاوتش بتاعها انفجر, الحمد لله محدش حصله حاجة بس كمية الأفكار اللى فى دماغى ساعتها كانت جايبانى الأرض و صداع لا يحتمل.
بعد ما نزلت أجازة قررت إنه بما إنى مش هقدر استحمل إنى أحتفظ بده جوايا فحكيت لشخصين 3 و طبعاً محكتش حاجة لأهلى عشان مقلقهمش و كنت بهرب من إنى أتكلم معاهم عن أى حاجة بتحصل فى حياتى و كنت بهرب حتى من القعدة فى البيت معاهم و كنت كاره إن اللى واصلهم من ده هو إنى مش حابب أقعد معاهم بس انا مش عارف أدى أى عذر تانى.

المهم بعد ما حكيت عن اللى جوايا كنت طالع المرة دى و جوايا نفس الاحساس الغريب إن فى حاجة هتحصل و كنت عمال أكلم نفسى إنه كل ده فى دماغى بس نتيجة للصدمة, بس اللى كنت حاسس بيه جوايا و مش عارف أشرحه وصلنى إنى و انا فى الأتوبيس مغمض عينى عشان أنام و الاقى الدموع نازلة لوحدها و اللى هو انا فى العادى مبعرفش أعيط أصلاً.
و يشاء القدر و يطلع احساسى صح للمرة التانية.

فى العادى لما بننزل أجازة بنركب الأتوبيس من مكان اسمه القطاع و لما بنرجع بننزل على الطريق قدام الكتيبة عشان القطاع جوه البلد و الكتيبة قبل ما نوصل البلد, المهم إن التأمين بتاع الأتوبيس مرضيش يوقف الأتوبيس و قالنا هتنزلوا القطاع من غير أى مبرر و لما وصلنا هناك عرفنا إن فى حادثة حصلت من غير ما أخش فى تفاصيلها و تأميناً لينا لازم ننزل القطاع و بعد كده كل كتيبة تاخد الناس بتوعها من هناك.
و عرفت كمان إن قبل ما أوصل بيومين بظبط حصل حادثة تانى فى نفس المكان اللى حصلت فيه حادثة شاورما.
طبعاً مش محتاج أوصف اللى انا حاسس بيه دلوقتى بس انا كنت محتاج أكتب ده لأن أولاً مش قادر أحتفظ بده جوايا ثانياً محتاج الناس تعذرنى إذا مكنتش على طبيعتى مؤخراً.

أخيراً مش محتاج أقول إنى مش عايز حد من أهلى يعرف الكلام ده عشان مينفعش أقلقهم, السنة تخلص بس و انا هحكيلهم.
محتاج صلاة أو دعوة كل حد, مش بس عشان نفسيتى لكن الأهم إنه ربنا يرحم كل حد راح فى العك ده و إنه يدى سندة و صبر لأهاليهم و إنه يحفظنا كلنا.







Comments

Popular posts from this blog

A Walk In God's Temple

هل أستحق الموت؟ "حدث بالفعل"

كان نفسى أحبك زى ما حبيتينى !