The Bad Guy قصة قصيرة

بعد ما شقتى اتقلبت عشان نزلت و نسيت أقفل الباب قررت إنى لازم ألاقى حل لمشكلة قلة التركيز اللى انا فيها دى, قررت إنى أدور عالنت و لقيت كمية مقالات مهولة كانت أغلبها عن مرض ألزهايمر أو ADHD اللى هو قلة التركيز و فرط الحركة و قررت إنى أقرا فى السريع كده عنهم برغم إقتناعى إن اللى انا فيه ده مش حاجة من دول فلقيت شوية حاجات عامة ممكن تنطبق عليا أو على أى إنسان عموماً بس الأكيد إنى مش مريض بحاجة من الاتنين دول عشان فى حاجات كتير تبع الأمراض دى لا تنطبق عليا خالص, بس برضه لما قريت بدافع الفضول لقيت إن العلاج من الحاجات دى بتبقى أدوية معينة و لازم تحت إشراف طبى.

المهم من هنا جت الفكرة إنه ليه مجربش حوار الإشراف الطبى, أو بالأصح ليه مروحش لدكتور نفسى يشوف إيه اللى عندى ده لأنى جبت أخرى من نفسى و الحاجات الغريبة اللى بتحصل. فدورت على الدكاترة اللى قريبين منى لقيت فى الريزالتس اللى طالعه أبلكيشن إسمه فيزيتا مرتب الدكاترة على حسب التخصصات بتقييم بالنجوم فملقيتش أى حد تقييمه كويس فى الفيوم مقارنةً باللى موجودين فى الجيزة جنبنا أو فى القاهرة, و كنت بفكر أكتب و أسأل عالفيسبوك بس عارف الناس كلها هتسأل جواها ليه و فى ناس بجحة هتطلع اللى جواها و خصوصاً اللى عارف حوار السرقة اللى حصل فقررت إنى هختار أى حد فى الجيزة بطريقة عشوائية.

 

-أ/ إبراهيم مهنى...
=أيوه انا أهو
-د/فوزى مستنى حضرتك جوا, اتفضل من هنا.

كانت العيادة على عكس تخيلاتى تماماً كانت شيك و فى صور متعلقة عالحيطة و الدنيا هادية برا, مكانش فى غير ست واحدة مستنية دورها و الحقيقة أكتر حاجة كانت مخوفانى الناس اللى ممكن تكون مستنية برة بس الست كانت شكلها طبيعى جداً يمكن سنها فى أوائل التلاتينات و من جوايا كنت بسأل نفسى هى إيه اللى جايبها هنا؟ بس عادى يمكن تكون جاية زيى, برغم إن المكان كان نضيف و مريح نفسياً بس من جوايا كان فى رهبة كده أول ما ما سمعت السكرتيرة بتنادى على إسمى و كنت عايز أهرب على عكس الست اللى كانت هادية جداً و كأنها جت 100 مرة قبل كده و واخده عالمكان لدرجة إنها كانت مطلعة كتاب من شنطتها و عمالة تقرا.

لما دخلت لقيت المكتب جوا عكس تخيلاتى خالص, مكانش فى شيزلونج و كان المكان كأنه مكتب شركة بظبط, المكتب نفسه قدامه كرسيين اللى كان مفروض أقعد على واحد فيهم و على الجنب اليمين كانت الحيطة مكانها عبارة عن إزاز كأنه شباك كبير بحجم الحيطة و قدامه فى أنتريه.
أول ما دخلت ابتسم ابتسامة خفيفة و وقف سلم عليا و عرفنى بنفسه و قاللى "انا ماليش فى قعدة المكتب دى, تحب نقعد هناك عالأنتريه؟ فهزيت راسى.

بعد ما قعدنا سألنى شوية عن شغلى فقلتله إنى مهندس ديكور فضحك نص ضحكة كده و قاللى حلو عشان عايز يستغلنى أغيرله شكل المكتب بتاعه و أدلعه فوافقته بابتسامة و ابتدى يسألنى عن نفسى شوية بطريقة ودية.
بالمناسبة فوزى ده شكله عيل صغير لسه متخرج, شكله يوحى بإنه 22 سنة مثلاً بس علماً بإنه خريج طب فقلت تلاقيه 27 سنة مثلاً عشان يلحق يفتح لنفسه عيادة و الموال الطويل بتاعهم, بس طبعاً اتحرجت أسأله.
كان لابس نضارة مخلياه دكتور زى ما بيقولوا, كانت مكبراه شوية بس فى نفس الوقت مخلياه روش و مكانش لابس فورمال أوى و دى كانت حاجة مريحة, يعنى كان لابس جينز عادى و تيشيرت بولو كحلى.

المهم بعد ما حكينا شوية سألنى إيه المشكلة اللى جاى عشانها فحكيتله بإختصار إللى حصل من ساعة ما نسيت باب الشقة و اتسرقت لحد الحاجات اللى قريتها عالنت و إنى جيت عشان أفهم إيه اللى بيحصل و بيخلينى تايه كده و بنسى كل حاجة و إذا كان فى حل للمشكلة دى.

-بص يا أستاذ إبراهيم مبدأياً كده انا حابب أشرحلك طريقة شغلى عشان نمشى السكة مع بعض, انا بحترم خصوصية حضرتك بس انا بحتاج أسأل شوية أسئلة عشان و من إجاباتك بنقدر مع بعض نكون فكرة عن المشكلة فين و السكة اللى محتاجين نمشيها فالوقت الجاى فالسيشنز بتاعتنا هكون بسألك بس لو فى سؤال تعدى على خصوصيتك من فضلك متتكسفش تقول إنك مش حابب تتكلم فى ده بس المهم بالنسبالى إنك تكون صادق فى إجاباتك مع نفسك قبل ما تكون معايا, انا مش بسأل بدافع الفضول على قد ما حضرتك اللى هتكون بتساعد نفسك بنفسك, انا دورى إنى أرتبلك أفكارك مش أكتر و لو احتاجنا علاج كأدوية هنكون بنزود ده كعكاز بيسند معانا مش أكتر, متفقين؟
= تمام معنديش مشكلة فى كلام حضرتك.
-طيب مبدأياً انا مليش فى الرسميات فتقدر تقوللى يا فوزى من غير حضرتك, تمام يا أستاذ إبراهيم؟
= لأ يبقى مفيهاش أستاذ و تقوللى يا هيما.
- العفو يا فندم انا مش قصدى أى إهانة.
= يا دكتور انا بهزر معاك, بس تقدر تقوللى يا ابراهيم عادى.

ضحك و قال: "انت شكلك هتتعبنى معاك من أولها يا هيما."
فضحكت معاه, و قاللى بعدها احنا قبل ما نخش فى أى تفاصيل هنعمل حاجة سريعة إسمها "
Check In" و طلب منى أقوله فى 3 كلمات 3 مشاعر مختلفة حاسس بيهم دلوقتى.
فى الأول مكنتش عارف أقول إيه فسكتت شوية و بعد كده قلتله: "مممم... ممكن قلقان شوية... و مخنوق... كفاية كده ده اللى حاسس بيه دلوقتى."
- هو انا مش هسألك دلوقتى ليه حاسس بدول و مش هطالبك تقول حاجة تالتة بس ممكن تشرحلى يعنى إيه مخنوق؟
= مخنوق يعنى متضايق مش فاهم مفروض أقول إيه, أقولك يعنى متضايق من إيه؟
-لأ مش ده القصد بس مخنوق معناها الحرفى إن فى حد أو حاجة ماسكة فى رقبتك و مش عارف تتنفس فده نتيجة فعل مش مشاعر, المشاعر بتكون حاجة عميقة جواك, يعنى الحزن مشاعر, الغضب مشاعر, الغيرة, رثاء الذات, كل دول ممكن يسببوا الخنقة اللى بتقول عليها فتقدر تقوللى انت حاسس بإيه؟
= حزن أه بس مش أوى بس فى حتة رثاء ذات كبيرة, صعبان عليا نفسى جداً, و ممكن حاسس بوحدة كمان, انا حاسس بحاجة كمان بس مش عارف أعبر عنها بكلمة واحدة, انا حاسس إن الدنيا جاية عليا و فعصتنى.
-تمام يا ابراهيم, خلينا محتفظين بالمشاعر دى كلها زى ما هى على جنب كده و هنرجعلها تانى بعدين, بس دلوقتى خلينى أسألك تانى عن اللى حصل فى موضوع السرقة بس محتاج تفاصيل أكتر المرادى.
= بص يا دكتور انا عموماً بقالى فترة طويلة نومى مش متظبط و الليلة دى بذات شبه منمتش فيها فيمكن ده السبب إنى نزلت و نسيت أقفل الباب, المشكلة إنى نسيت آخد مفاتيح العربية و انا نازل و الطبيعى إنى كنت أطلع أجيبها فأكتشف إنى نسيت الباب مفتوح, تحس كل ده كأنه مكتوبلى, كأنه ربنا بيعاقبنى على حاجة انا عملتها و بيكفر ذنوبى و انا مش عارف انا عملت إيه.
أخدت تاكسى و رحت الشغل و رجعت لقيت الشقة متقلبة
, حسيت إنى مش عارف أفكر و دماغى وقفت, أكلم أهلى؟ أول رد فعل منهم هيكون شماتة عشان علاقتنا متوترة من فترة و مكلمتهمش بقالى كتير فلما أجيلهم في مصيبة زى دى هيحصل حاجات مش لطيفة خالص.
أكلم خطيبتى؟ علاقتنا برضه بايظة و شبه فسخنا الخطوبة خلاص...
و أساس كل ده إنها دايماً شايفانى مش شخص مسئول كل مشاكلنا عشان شايفانى بتصرف تصرفات من غير ما أفكر في نتايجها.
طب قلت أروح القسم أعمل بلاغ بس في نص السكة أدركت إنى هروح أقولهم إيه؟ نسيت الشقة مفتوحة؟ انا مش عايز اتخيل إيه اللى كان هيحصل غير كمية الفضايح اللى هتبقى في الشارع لأن أول ما عربية البوكس هتوصل الشارع كله هيتلم و هيعرفوا اللى حصل من طراطيش و الاشاعات مش هتخلص, و في الآخر بعد كل ده مش هوصل معاهم لحاجة و مفيش حاجة هترجع.
- طيب ممكن تحكيلى أكتر عن اللى حصل قبل السرقة, يعنى موضوع النسيان و التوهان زى ما انت سميته ابتدى معاك إزاى؟
=مش فاكر بظبط...
يمكن أكبر حاجة حصلت هي إنى كنت اتخانقت مع خطيبتى خناقة كبيرة  و يمكن عشان كده كنت شبه مش نايم.
-طب خلينا محدد أكتر في سؤالى, إحنا هنمسك علاقات فإحنا اتكلمنا عن أهلك كرقم 1, رقم 2 كانت خطيبتك, رقم 3 الشارع, رقم 4 الشرطة, و هزود رقم 5 من عندى و خلينا نسميه الأصحاب.
فخلينا نبتدى بعلاقتك بأهلك, انت قلت إن علاقتك بيهم مش كويسة, ممكن تحكيلى أكتر عن ده؟
=أكيد, بص يا دكتور انا البيت طول عمره بالنسبالى مش مكان مريح و مش عارف السبب بالظبط, انا معنديش مشاكل مع أهلى كأشخاص أو كطريقة تعامل لحد وقت قريب بس يمكن انا مبحبش قعدة البيت عموماً بس المشاكل كلها إبتدت يوم ما قررت إنى عايز أعيش في شقة لوحدى, انا مدرك إنهم كأهل مش مدركين إيه الفكرة إنى أعيش في بيت لوحدى و أدفع مصاريف إيجار اللى ممكن استفيد بيها في أي حاجة تانى و إنى بلغى دور أمى في إنها مسئولة تأكلنى.
بس انا كان بالنسبالى إنى حابب أكون مستقل مش أكتر, انا عايز أصرف على نفسى أكل و شرب و إيجار, انا حابب أعيش بطولى و ده مش معناه إنى مش حاببهم زى ما وصلهم, انا مش عارف أشرح ده بس انت فاهمنى يعنى؟
- انا فاهمك, في حاجة تانى حابب تقولها عن أهلك؟
= انا مش عايزهم يبانوا بصورة وحشة و مش عايز أظلمهم بس هما طول عمرهم متفهمين و بيدعمونى في قرارات حتى ممكن يكونوا مش مقتنعين بيها, بس بعد القرار ده حسيت كأنهم شايلين كل اللى حصل السنين اللى فاتت و طلع عليا دلوقتى, زى ما يكونوا جابوا آخرهم منى و الإحساس ده من ساعة ما حسيته و انا مش عارف اتعامل معاهم لأنى مقتنع إنهم خلاص رموا طوبتى و مش قادر أطلب منهم أى حاجة تانى, مش قادر حتى أتكلم معاهم.
- طب بالنسبة لإخواتك إيه علاقتك بيهم؟
= كويسة, ليا أخ متجوز و ده مسحول في دنيته فبنسأل على بعض كل فين و فين و أخت لسه في الكلية بس برضه مش بشوفها غير كل فين و فين عشان خاطر شغلى.
-جميل طيب نخش على رقم 2, إيه دنيتك مع خطيبتك؟
= بص انا بصراحة مش حابب أخش في تفاصيل فينفع أقول عناوين بس؟
- أكيد !
= أول حاجة قولتها إنها شايفانى مش مسئول, و ممكن متسرع في تصرفاتى و قراراتى, قالتلى مرة إنى دماغى متركبة غلط فبفكر غلط, و مرة قالتلى إنت مخك تخين عشان بعند معاها, يمكن انا عندى حتة عند بس ده لما ببقى مقتنع إن انا صح, شايفانى قلبى إسود و مبعرفش أعديلها و بفضل فاكر حاجات مينفعش أركز فيها.
- من غير ما نخش في تفاصيل بما إنك مش حابب تحكى أحداث خلينى أسألك تفتكر هي ليه بتقول كده؟
= عادى زى أي اتنين بيتخانقوا بيقولوا كلام بإنفعال يوجعوا بيه بعض.
- طب انت شايف إنها معاها حق؟
= مش عارف, ممكن في حاجات أه و حاجات تانى لأ, يعنى زى حوار العند فهى معاها حق إنى عنيد بس زى ما قلتلك, و إن قلبى إسود؟ حاسس إن دى جملة صعبة أوى, يعنى أينعم انا بركز في تفاصيل صغيرة بس إنى مبنساش فانا مش فاكر انا اتعشيت إيه إمبارح أصلاً. فلأ انا قلبى مش إسود.
- تمام يا إبراهيم, نخش على رقم 3؟
= الشارع, صح؟
- الله ينور عليك, بص انا قصدى بالشارع الناس اللى متعرفهمش أو تعرفهم معرفة سطحية, فخلينى أسألك هل رأى الناس دى بيفرق معاك؟
= لأ تولع الناس كلها مفيش حد رأيه بيهمنى انا بس مبحبش أسمع كلمة من حد ملهاش لازمة و مبحبش المرازية.
- طب هسألك سؤال تانى, تقبل خطيبتك أو أختك تمشى في الشارع تمشى لابسة بكينى؟ أو بلاش بكينى, تلبس لبس ملفت؟
= أكيد لأ.
- طب سيبك منهم, تقدر انت تنزل الشارع بالفانلة الداخلية بتاعتك؟
= لأ برضه.
- ليه؟
= عشان مش منظر أنزل بيه الشارع.
- إيه المقياس اللى على أساسه بتقول ألبس كذا أو ملبسش كذا؟
= انا فاهم النقطة اللى انت بتتكلم فيها بس مقتنع إن الاتنين مش مرتبطين ببعض.
- مش مشكلة نخش في اللى بعده؟
= تمام ماشى.

ابتديت اتخنق من كتر الأسئلة و آخر أسئلة عن الشارع دى قفلتنى بس أدركت إن كل ده إحنا مكملناش ساعة إلا تلت و كنت عايز أقوم أمشى بس قلت استنى للآخر لما نشوف الهرى ده ليه لازمة ولا لأ.

-بص انا حاسس إنك فصلت منى تحب نكمل مرة تانية؟
= لأ خالص يا دكتور بتقول كده ليه؟ انا معاك و لا إحنا لازم نقفل الجلسة على كده؟
- لأ عادى لسه معانا وقت بس انا مش عايز أضغطك من أول مرة فلو حابب ممكن نكمل كلامنا المرة الجاية.

كان اللى جوايا إنى عايز أقوله كفاية كده بس كنت محرج منه و في نفس الوقت مكنتش ناوى آجى تانى بصراحة فكنت عايز أشوف آخر كلامنا إيه و قلتله: "لأ انا حابب أكمل."

-طيب بالنسبة للشرطة فهننجز بسرعة في دى, انت السبب اللى مكلمتهمش عشانه عشان الدوشة و لا عشان واثق إنهم مش هيعملوا حاجة؟
= الإتنين.
- طيب سيبك من الدوشة, هل إنت عموماً في حياتك حاسس بعدم أمان أو إنعدام ثقة في الناس؟
= على حسب مين الناس, بس عموماً انا مش بثق في حد بسهولة خصوصاً لو هما الشرطة.
- إنسى الشرطة دلوقتى و خلينا نركز على علاقتك بالناس, يعنى في الأربع علاقات التانيين نقدر نقول إن في ثقة؟
= أكيد في, بس برضه على حسب الشخص و على حسب الحاجة اللى هأتمنه عليها.
- يعنى لو قلنا هتأتمن أى حد من الناس دى على حياتك هتأتمن مين؟
= صلى عالنبى يا دكتور, انا حياتى متفرقليش في حاجة, انا اللى يفرقلى حاجات ملموسة زى الشقة, العربية, فلوس, أشخاص.
- ممكن توضحلى أكتر يعنى إيه حياتك مش فارقالك؟
= يعنى حياتى مش فارقالى, أصل كلنا كده كده في الآخر هنموت و محدش قاعد فيها للأبد.
- طب يعنى إنت لو تعبت بكره و دخلت المستشفى ده مش فارق معاك؟
= مش عايز أشحطط حد معايا بس بس انا لو هموت بكره فده مش فارقلى, بالعكس الواحد يتمنى يعنى عشان يرتاح.
- تمام وصلت, آخر حاجة انت معندكش أصحاب؟
= أكيد عندى, مين معندوش, طبعاً هتسألنى ليه مكلمتش حد فيهم و عارف إن في دماغك إنى مش واثق فيهم بس لأ الموضوع مش كده.
ببساطة أقرب صحابى عايشين في بلاد تانية و انا مبحبش أدوشهم بمشاكلى, مبعرفش أتكلم عن اللى جوايا عموماً يعنى عايز أقولك إن تقريباً محدش فيهم عارف إنى هفسخ الخطوبة.
- طب يعنى إنت لما بيبقى في حاجة مضايقاك بتحكى لمين؟
= كنت بحكى لخطيبتى بس هي مش دايماً بتفهمنى و أحياناً كتير بتتضايق, بحكى أحياناً لأصحابى بس أغلب الوقت لأ.
انا حاسس إن محدش بقى ليه خلق يسمع و يفهم اللى جوا التانى, أو يمكن انا اللى مش مفهوم, مش عارف.
في أي أسئلة تانى؟
- هو دايماً هيبقى في أسئلة, بس خلينا نكتفى بده إنهارده.
إنت حابب تسأل أي أسئلة؟
= انا حابب بس أفهم إحنا هنوصل لإيه !
- إحنا إنهارده كان الهدف إنك تطلع اللى جواك, و انت عملت ده بشكل كويس فإحنا قطعنا نص المشوار أو أكتر كمان فالجلسة الجاية هنكون بنرسم السكك اللى هنمشيها مع بعض.
= أيوه طب انا ممكن أفهم انا إيه اللى عندى ده يعنى هل ده ممكن يكون ألزهايمر؟
- لأ خالص.
= أمال؟
- ده هيبان أكتر الجلسة الجاية, انا مقدرش أشخص الحالة من جلسة واحدة.
= تمام, متشكر لحضرتك, أقدر أمشى دلوقتى؟
- أكيد, بس أستأذنك هتحدد مع السكرتيرة برا ميعاد الجلسة الجاية.

 

خرجت بعد ما حددت معاد جلسة تانية بس كان اللى جوايا إنى مش راجعله تانى. كان كل اللى جوايا غضب إنه انا لسه مش فاهم حاجة و كان جوايا أسئلة كتيرة بس كل اللى كان شاغل دماغى بعد ما هديت هو إيه السكك اللى ممكن أمشيها و إيه المشكلة اللى فيا؟
مش يمكن المشكلة فيا انا أصلاً؟ انا اللى مش عارف أثق في أصحابى, انا اللى مش بحاول أطلع اللى جوايا للى حواليا و مفروض إنهم قريبين منى.

انا اللى بضحك على نفسى و عالناس و بقول إن رأيهم ميهمنيش.

يمكن انا اللى كسرت قلب أهلى و سبتهم لوحدهم, يمكن هما كانوا محتاجيننى معاهم في البيت, يمكن يكونوا مستنيننى أرجع و انا اللى رميت طوبتهم.

يمكن كل المشاكل اللى حاصلة بينى و بين خطيبتى بسبب إن انا فعلاً دماغى متركبة غلط و إنى أه بحاول و باجى على نفسى بس بعمل اللى انا شايفه صح مش اللى هي محتاجاه.
يمكن انا مبعرفش أحب أصلاً و بوهم نفسى إنى بحبها.

يمكن انا الشخص الوحش؟ لأ هو انا الشخص الوحش.

الأفكار كانت هتجننى فبعتت لصاحبى و سألته: "هو انا شخص وحش؟"
رد و قال: "يا إبراهيم انت ليه بتقول كده يا حبيبى؟ انت مش وحش و يمكن أصلاً مفيش حد وحش, إحنا كلنا بنعمل حاجات وحشة بإختلاف الكم و الكيف بس الشخص الوحش هو اللى مدرك إنى اللى بيعمله غلط و مكمل في سكته.
فالسؤال هو مش انت وحش ولا لأ, السؤال هو انت عايز تبقى وحش ولا لأ؟
و انا شخصياً شايفك من أنضف الناس اللى انا اتعاملت معاها في حياتى."



Comments

Popular posts from this blog

A Walk In God's Temple

هل أستحق الموت؟ "حدث بالفعل"

كان نفسى أحبك زى ما حبيتينى !