كان نفسى أحبك زى ما حبيتينى !


 من كام سنة اتعرفت على بنت و مش فاكر اتعرفت عليها إزاى بصراحة بس ينفع نقول عيلاتنا صحاب من زمان, المهم إن علاقتنا فضلت من بعيد لبعيد لفترة طويلة و كل ما بنتقابل بنسلم على بعض و كده, لحد ما عملت كام موقف كده سواء حاجات معايا انا شخصياً أو حاجات بتحصل قدامى عموماً خلتنى أقف مع نفسى كده و أقول جوايا إنه الله البنت دى حلوة بجد.

مع بداية فترة المراهقة و التغيرات الهرمونية و شنب إعدادى اللى بيطلعلنا كلنا و لغبطة المشاعر هى فضلت جميلة و متغيرتش عن ساعة ما عرفتها.
رحت زى الدُهُل قلتلها انا معجب بيكى جداً, و على عكس المتوقع راحت قالتلى انا كمان بحبك أوى من زمان, طرت من الفرحة ساعتها زى أى طفل أخد بالونة و مبهور بيها و فضلنا فى حالة هيام شوية حلوين خصوصاً إنى شخص عاطفى جداً.
بعد فترة المشاعر هديت و ابتدت المشاكل تبان, كنت بتشغل بحاجات تانية يعنى و كنت بطلب منها حاجات و تكبر دماغها أو أبعتلها messages و متردش عليها و أتخانق معاها لحد ما فى مرة من كتر المشاكل و الخنقة قلتلها حلوة أوى نقفل على كده عشان انا جبت أخرى.

الفكرة إنها سابتنى أمشى و متبتتش فيا خالص و دى حاجة كانت واجعانى أوى, اللى هو منين بتحبينى و سايبانى بسهولة كده, بس قلت هسحل نفسى فى حاجات تانية, إتعرفت على ناس كتير أوى, سافرت, شاركت فى civil work و مكنتش بسيب لنفسى مساحة إنى أفكر فيها بس برضه كنت بفكر فيها و كبريائى كان بيمنعنى أتكلم معاها.
بس بعد فترة إبتدت سحلة الشغل و كل الحاجات اللى كانت بتشغل وقتى و بستمتع بيها مبقتش موجودة, و بمجرد ما برجع من الشغل بخش أوضتى و أقفل على نفسى و دماغى بتسحلنى و دخلت فى إكتئاب, مش مجرد إنى متضايق بس اللى هو انا عايش ليه و أخرة العيشة دى إيه؟

قررت فى وسط زحمة الدنيا مرة أبعتلها من كتر ما كانت واحشانى و اليوم ده كنت عمال أفتكر الحاجات الحلوة اللى عملتها.
بعد ما بعتت الmessage حسيت بندم و كنت بفكر أمسح اللى بعتته بس حسيت إنى لو ظهر إن Nader deleted the message فدى هتبقى وحشة فى حقى, قلت أسيب الدنيا زى ما هى و عدى اليوم و انا عمال أقلب فى الموبايل مستنى أى رد.
تانى يوم لقيتها بعتت بتعتذر إنها ردت متأخر و كان رد لطيف بتسألنى إيه أخبارى و إتكلمنا شوية كأن مفيش حاجة حصلت و دى كانت من ألطف الحاجات اللى حصلت.
كمالة السيناريو إن علاقتنا رجعت واحدة واحدة مفيش كلمة "بحبك" اتذكرت لكنها كانت واضحة ضمنياً.
المشاكل ابتدت تظهر تانى بس المرادى أعترف إن المشكلة كانت فيا, كان فى بنت عمالة تلمح إنها معجبة بيا و انا كنت بستهبل لحد ما فى مرة خرجنا و دخلنا السينما و فى تفاصيل حصلت مش هقدر أحكيها بس المهم إنى فى ساعتها حسيت بذنب رهيب و ده بوظ علاقتى بالبنت الأولانية, كنت بتعصب عليها من أقل حاجة و دايماً حاسس بالقرف من نفسى  و مش عارف أبص فى وشها من كتر ما خايف عينى تيجى فى عينيها و مش عارف أتعامل طبيعى و كنت ببقى سخيف جداً معاها من غير أى مبرر و كانت هى دايماً اللى بتبادر و بتنكشنى, قررت إنى هشيل البنت التانية من حياتى و برغم إنى كنت مرعوب من الخطوة دى و نتايجها زى إنها تيجى تسيحلى و سيناريوهات كتير تانى كان ممكن تحصل.
بس تقريبا ربنا كان حاسس بيا فالدنيا اتسترت, بس متغيرتش طريقتى و الحتة اللى باظت مع البنت الأولانية, المهم إنه مع الوقت إتكرر نفس الحوار مع بنت تانية بس المرادى مكنتش حاسس بذنب, لحد ما فى مرة كنت خارج مع واحدة و كنا فى مول و مرة واحدة لقيتها فى وشى و عينيها جت فى عينى و راحت بصت بعيد و مشيت من غير ما تدى أى ريأكشن.

انا ساعتها حسيت بقرف رهيب من نفسى إنه إيه العك ده و روحت البيت قعدت أخبط دماغى فى الحيطة و جوايا سؤال واحد "هو انا ليه؟"
الغريب إنى صحيت تانى يوم على message منها كاتبالى "انا بحبك" و فى 600 سؤال و علامة استفهام. 
قررت إنه انا ههرب من المواجهة دى.

اختفيت للمرة التانية و كانت المرة دى مش بس هربت منها، انا هربت من كل علاقة هيبقى فيها قرب بالشكل ده، فى الأول كنت بلوم دايما إن هى اللى مش قادرة تفهمنى و مش عارفة تحبنى لكن المرة دى كنت مدرك إن المصيبة هى انا، انا حقيقى مش طايقنى و نظرتى لنفسى إنى مستاهلش أى حاجة و مش عايز حد يقرب منى لأنى حقيقى مقرف و مينفعش أخلى حد يقرب من القذارة دى.

لكن تعدى سنين و انا قافل على نفسى و عمال أعك فى حق نفسى و أهين نفسى فى علاقات و إدمانات و نتقابل تانى بعدها فى عز ما انا مصطبح و مش شايف قدامى و فاكر كويس النظرة اللى على وشها، مكنتش لا لوم ولا عتاب ولا شفقة، كانت نظرة مينفعش تتوصف غير إنها حب مش مفهوم.
و فى ساعتها حسيت إنى باخد قلم على وشى، قلتلها انتى بتعملى إيه هنا؟
ابتسمت و فضلت ساكتة فجننتنى رحت زعقتلها و قلتلها إمشى.
قالتلى انا مش بمشى انا كنت طول الوقت هنا و هفضل هنا، انت لو عايز تمشى فده حقك و مش هناقشك فيه.
ليه؟
عشان بحبك !
إزاى؟


القصة دى تقريبا كل حاجة فيها حقيقية باختلافات طفيفة بس أهم إختلاف هو شخصية البنت، أعتقد الفكرة واصلة.

صراعى مع الإدمان مش عشان انا عايز أبقى شخص كويس، ده عشان مش قابل أحب حاجة أكتر من اللى حبنى من غير سبب منطقى.

عبادتى ليه هى نتيجة سكة من إنى بحبه، بعشقه، بعبده مش إنى عايز أعمل طقوس العبادة.
¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯
¹⁸ وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ،
¹⁹ وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ 
الله.





Comments

Popular posts from this blog

A Walk In God's Temple

هل أستحق الموت؟ "حدث بالفعل"