يسوع الذى أحبه: الجزء الأول
حابب أوضح إن اللى هكتبه هو أحداث مش بترتيب تاريخى أو ترتيب أحداث لكن هى بترتيب مشاعر و أفكار بشوف بيها يسوع و بحبه من خلالها و الأحداث دى جزء منها فاتح جزء كبير لخيالى يعنى فى تفاصيل كتير مش مذكورة فى الكتاب المقدس و شوية من الأفكار دى inspired by مسلسل The Chosen.
استيقظت مترنحاً إثر الخمر الذى شربته بالأمس و لا زال تأثيره يعبث بعقلى و جسدى مجهد بعد ليلة سعيدة فى وسط ليالٍ حزينة مستلقيا على أريكة بالفندق الذى اعتدت المكوث فيه فى كل ليلة أقضيها بالسامرة بعيداً عن هموم الحياة و العمل لألتقى بتلك الفتاة التى بإمكانها إسعاد أى رجل على وجه الكرة الأرضية التى تدعى "أشيرا" و بالفعل كانت اسم على مسمى فقد مات زوجها و نالت كل ممتلكاته و لكن من قال أن المال هو مصدر الغنى, البعض يقولون أن الحب و الطمأنينة هو مصدر الغنى, و انا أحببت أشيرا, أحببت كل تفاصيلها, أحببت لون شعرها البنى و تمويجته البسيطة. أحببت ملامحها, أحببت روح المغامرة التى تكمن بداخلها فكل لقاء بيننا هو مغامرة فى حد ذاته.
أتذكر أول لقاء بيننا فى تلك الحانة الضيقة, كانت تلك الجميلة فى حالٍ يرثى له, كانت تضحك بشدة و تبكى بعدها مباشرة ثم تعود لتضحك مرة أخرى بصخب و كانت تطوف بالحانة راقصة بترنح رافعةً كوبها المملوء بالخمر حتى سقطت فاقترب منها أحد الرجال و مال ليربت بيده على خصرها و يقول شيئاً فى أذنها هامساً فتتحول للغضب و تصفعه بقوة على وجهه فيسبها بأبشع الألفاظ و يدعوها بالعاهرة و بينما أشاهد هذا المنظر تلتقى عينينا و يتوقف الزمن لثوانٍ.
تستجمع قوتها بسرعة لتقف و تحول بوجهها عنى و تغادر الحانة.
انتابنى الفضول لأسأل الساقى عن تلك المرأة فقال بلا مبالاة أن ما هى إلا فتاة سيئة الحظ تزوجت من رجل بعمر مسن كتجارة بينه و بين والدها و عندما مات وقعت فى حب شاب و تزوجته و إذ بها تكتشف خيانته بعد 3 أشهر من زواجهما و بمجرد أن واجهته هرب من البلدة و لا يعرف أحد إلى يومنا هذا أين ذهب.
غادرت الحانة تلك الليلة و لم يشغل عقلى إلا شئ واحد و هو تلك العينان الجميلتان التى لا يمكنك أن تمل من النظر إليهما, و قلت بداخلى أننى لن أرحل من السامرة تلك المرة قبل أن يتسنى لى مقابلتها ثانيةً.
و بالفعل بقيت هناك لمدة 5 أيام كل ليلة آتى فيها لنفس الحانة آملاً أن ألقاها و أقضى ساعات طويلة هناك و لكن لم تأتى أبداً, مرت 3 ليالى بالفعل و فى الليلة الرابعة يأست و باءت محاولاتى بالفشل و فى طريق العودة إلى الفندق رأيت ذات الشعر البنى, و جائت تجاهى و شعرت بنبضات قلبى تتزايد مع كل خطوة تقترب فيها تجاهى.
تحول كل هذا الحماس إلى رعب عندما دفعتنى و صاحت بى قائلة:
-انت عايز منى إيه؟
-نعم؟
-عايز منى إيه؟ بتدور عليا ليه؟ و بتسأل عنى ليه؟
-طب ممكن توطى صوتك؟ الوقت متأخر و المنظر مش هيبقى كويس لو حد شافك معايا دلوقتى.
-و انا مبيفرقش معايا حد, قوللى انت عايز إيه دلوقتى؟
-انا عارف إنك ممكن متفهمينيش فانا هقول الكلام زى ما هو, انا من ساعة ما شوفتك و انا حاسس بحاجة غريبة, غريبة بطريقة جميلة, ساعة ما عينى جت فى عينيكى حاسس إن الزمن وقف, أكيد إنتِ كمان حسيتى بده, صح؟
انا مش عايز منك حاجة, انا عايز أديكى كل حاجة.
-...
-بصى انا متلخبط و مش عارف أقولك إيه بس هطلب منك طلب؟ انا مسافر بكره عشان شغلى و الأجازة الجاية بعد شهر, ممكن لما آجى تانى أشوفك؟
-موعدكش...
-اتفقنا, هشوفك الشهر الجاى.
فضحكَت و ضحكت انا بدورى و غادرت تجاه الفندق, بعدما وصلت و بدأت بحزم أمتعتى سمعت الباب يطرق و فتحت الباب لأجدها واقفة أمامى مبتسمة, قائلةً: "الشهر الجاى بعيد أوى"
اقتحمت الغرفة و دفعتنى على الفراش, تبادلنا القبل و حظيت بليلة عظيمة تمكث فيها أشيرا بحضنى و تغادر قبل طلوع الشمس بقليل و غادرت انا بدورى الفندق متجهاً إلى أورشليم.
ها انا هنا الآن أعلم أن من تهيم بها نفسى قد ذهبت و يجب على الرحيل بعد قليل, يشاء القدر أن تتبدل الأدوار فبعد هذا الزمان تلك القوية التى لم يهمها أحد تستيقظ باكراً قبل الجميع لتحضر الماء دون أن تراها باقى النساء لأنها لم تعد تحتمل نظراتهن و معايراتهن و على العكس أصبحت انا لا أهتم برأى أى شخص بل على النقيض أتفاخر بمن أكون, لقد أصبحت أغنى أغنياء المجتمع و ذلك عن استحقاق, أعمل بمهنة شريفة و أربح ربحاً شريفاً, قد لا يراه البعض كذلك, لكنى عملت أعواماً كحداد و من ثم أصبحت أعرف مداخل و مخارج تلك المهنة حتى أصبحت تاجراً و أنفقت تقريباً كل ما أملك للرومان حتى أصبح جابى الضرائب العادل الموثوق به, لقد وصلت إلى ما انا عليه بسبب مجهوداتى, لقد استحققت كل ما أملكه الآن, و لكن الشخص الوحيد الذى آبه لرأيه هو أشيرا, كيف لى أن أخبرها أننى يهودى؟ كيف لى أن أخبرها أننى جابى ضرائب الشعب؟ أعلم أنه بمجرد أن أخبرها ذلك سأفقدها للأبد, هى المتنفس الوحيد لى فى هذا العالم البائس.
و أعلم أننى لست وحدى من يخفى سراً, هى أيضاً تخفى عنى الكثير لكننا تعهدنا ضمنياً دون أن نقول ذلك أن نبقى ماضينا فى الماضى, و حياتنا الشخصية بأسرارها ستظل شخصية و سيكون الرابط بيننا هو هذا المتنفس العظيم فى الفراش من فترة لأخرى.
يختلطنى شعورا يزداد تناقضه مع الوقت, هل انا مخطئ فيما أفعله, و لا أقصد بذلك عملى, أقصد تحديداً تلك العلاقة, أعلم أن الجنس خارج إطار الزواج ما هو إلا زنى, و لكن لماذا نطلق عليه هذا اللقب القاسى؟ الله يعلم أننى أحبها من كل قلبى و لكن لا يمكننى أن أتزوجها, حتى إذا تجرأت و تصالحت أننى سأتزوج إمرأة تزوجت مرتين من قبل هل سيقبل المجتمع وضعنا؟ إذاً دعنا نتمتع بالحياة, لنأكل و نشرب لأن غداً نموت.
تزداد ضوضاء أفكارى و تزدد معها الضوضاء بصوت ارتطام الباب بقوة, هل سمع الله فكر قلبى؟ سأموت اليوم و لن يكون لى الغد؟
دارت بداخلى عدة سيناريوهات كلها أسوأ من بعض, أولهم أن أهل المدينة يطلبون نفسى لكونى الرجل الذى يعيش مع أشيرا تحت نفس السقف دون زواج.
و الثانى هو أنه سارق يعلم بوجودى هنا و يريد قتلى و سرقة أموالى.
و الثالث هو الأسوأ و هو حدوث خطأ بالحسابات أعلمه جيداً و الرومان سيسوقوننى للمحاكمة و منها إلى التعذيب و الصلب.
هدأت تلك العاصفة بداخلى بمجرد التقاء عيناى بعينيها مرة لكنها لم تكن كما كانت من قبل، رأيت فى عينيها الحماس و السعودة و الجنون و انا أعنى الجنون بكل ما تعنيه الكلمة، فصحت بها بغضب:
-مالك؟ رعبتينى !
-انا قابلته !
-قابلتى مين؟
-المسيح، هو أكيد المسيح، هو قاللى كل حاجة عملتها بالحرف.
-ايه الجنان ده عالصبح؟ ما كل الناس عارفة انت عملتى إيه؟
-لأ قاللى على كل حاجة، من أول شمعون و اللى أبويا عمله معايا لما جوزهولى و قاللى على آحاذ اللى انت عارف قصته، و على يشوع اللى اتجوزته من بعده، و على يعقوب جوزى و حتى عليك !
-انت مرات يعقوب؟ يعقوب ابن يهوشافاط؟
-أيوه هو بس مش ده موضوعنا دلوقتى.
-يعقوب بتاع القمح جوزك؟ يعنى انت متجوزة المعفن اللى كان شغال عندى و انا معرفش؟ طب اتجوزتيه على إيه؟
-بقولك المسيح جه و انت بتكلمنى فى يعقوب؟ بقولك إيه انا هطلع أقول لأهل البلد !
-انت لو طلعتى دلوقتى من الباب ده انت مش هتشوفى وشى تانى، ردى على سؤالى، انت متجوزة يعقوب دلوقتى؟
فابتسمت أشيرا دون أن تنطق بكلمة و خرجت من الباب بهدوء ثم سمعت صوتها تهلل فى الشارع "اصحوا المسيح جه".
تركتنى أشيرا و شعرت بنار بداخلى، لا أعلم إذا كان ذلك بسبب أنها تزوجت يعقوب تاجر القمح أم لأنها تركتنى بتلك البساطة، هذه الحمقاء الجميلة كانت لتحظى بكل ما أملك، أعلم أنها لا تحتاج لمالى و لكنها امتلكت قلبى، كيف سأعود لأورشليم دون رجاء لقائها ثانية، كيف سأتنفس بدونها؟
لطالما ظهرت بعزة نفس و كبرياء مصطنع أنها لا تحتاج لأحد و لا يهمها رأى أحد و لكنى عرفت هشاشة ذلك الإدعاء و لكن هذه المرة لا أعلم من أين أحضرت عزة النفس و الجبروت لتتركنى بتلك البساطة !
أمسكت بزجاجة الخمر أو بالأصح ما تبقى منها من الأمس و شربته كله على رشفة واحدة و تركت الفندق متجها إلى أورشليم.
تمر الأيام بهدوء بلا حياة فيها و تأتى أول أجازة أمتنع فيها عن الذهاب إلى السامرة و اتسائل بداخلى هل سأقضى الباقى من حياتى بهذه الطريقة؟ كل شئ أفعله بلا هدف، نعم أملك ما يكفينى من المال لو توقفت عن العمل طوال حياتى و حياة أبنائى إن كنت قد تزوجت و لكنى أعلم جيدا أنه لا يمكننى أن أعود للسامرة فالسامرة بالنسبة لى تعنى أشيرا فقط و لا يمكننى رؤيتها مجددا، لا أريد رؤيتها مجددا بعد ما فعلته بقلبى !
و لا يمكننى أن أتزوج من امرأة يهودية لكونى جابى الضرائب أو بالأحرى عدو اليهود.
أتذكر رفض والد الفتاة التى تقدمت لطلب يدها و لكنه رفضنى و انا لا زلت كتاجر لمجرد كونى أعمل لصالح الرومان من وجهة نظره.
أعلم أن الزواج ليس هدف الحياة و تصالحت مع ذلك لكنى أغرقت نفسى بالعمل حتى قابلت أشيرا التى جعلتنى أشعر أننى لا زلت حيا، شعرت أن أحدهم يرانى و لكن ها انا هنا أغرق وحدى لا أحد بجانبى.
قضيت وقتى نهارا بالعمل و بمجرد أن تعرب الشمس أتنقل بين الحانات أشرب الخمر و عندما ينتهى كوبى أطلب المزيد و أعاشر فتيات الليل باحثا عن المتعة أو المسكن الذى يبقينى حيا متعايشا مع الألم و مرات أخرى باحثا عن أشيرا فى وجه كل فتاة.
تطورت علاقتى بإحداهن و تغير الوضع أنه بدلا من الذهاب للحانة تأتى هى لمنزلى حتى جائت الليلة التى لمحتها تسرق أحد خواتمى و حينها لطمتها على وجهها فسقطت على الأرض و جلست فوقها و بدأت أخنقها حتى شعرت بطعنة فى قدمى فسقطت بجانبها من الألم، غالبا ما كان هذا الرجل شريكها، لا أعلم من أين أتى لكن ما حدث أنه أقام الفتاة و لكمنى بقوة جعلتنى أفقد وعيى و استفقت لأجد نفسى غارقا فى دمائى.
استجمعت قوتى لأقف و وجدت أنهم سرقوا كل شئ ثمين وجدوه و فروا هاربين.
مكثت فى منزلى و لم أذهب للعمل لمدة ٣ أيام، و فى تلك الفترة لم آكل شيئا، كنت أرثى للحال الذى وصلت إليه.
و فى اليوم الرابع سمعت صوت تزاحم حشود بالخارج فنظرت من الشرفة لأجد رجل و الجموع تلتف من حوله و أحدهم يصرخ يا يسوع يا ابن داود ارحمنى فترك الرجل الذى تزاحمت الجموع حوله و ذهب نجاه الصارخ و قال له ماذا تريد؟
لم أستطع سماع الحديث لكن بعد ثوان صرخ الرجل: "انا شايف"
ثم سجد و قال:" انت فعلا المسيح ابن الله الحى"
و تسائلت بداخلى هل هذا الرجل هو الذى حدثتنى أشيرا عنه؟
فقادنى فضولى برغم ضعفى و ألمى أن أرى ماذا يقول هذا الرجل الذى قاد أشيرا للجنون و شفى الرجل الذى لطالما رأيته فى كل مرة يدعونى فيها يوستس "الوالى الرومانى" لأراه فى منزله الذى يبعد عنى شارع واحد فى مدخل المدينة، فنزلت من منزلى و تبعنى الجندى الرومانى المخصص لحمايتى و كلما اقتربت ينظر لى كل من حولى باشمئزاز و لم استطع أن أراه من كثرة الحشود التى تفصل بينى و بينه لكنى كنت أقاوم و أحفر طريقى وسط الناس و كلما اقتربت إزداد الزحام حتى وجدته يمكث بداخل منزل زميلى متى جابى الضرائب فصرخت بكل كيانى قائلا: "يا يسوع"
فنظر تجاهى و بمجرد أن التقت عينانا علمت شعرت أنه على عكس الجميع لا ينظر لى، بل أنه ينظر بداخلى و تذكرت عينى أشيرا فى أول لقاء لى بها عندما توقف الزمن و لكن شعورى تلك المرة يختلف لقد شعرت بكل شئ و عكسه، شعرت بالحنان و الهيبة، شعرت بالقبول و السلطان، بالفرح و الخوف.
فسألته:
-انت مين؟
-تعالى قرب هنا يا رأوبين
فدخلت المنزل و قلت:
-هو انت عرفت اسمى منين؟
-انا عارفك من قبل ما تتولد يا رأوبين، انا شوفتك و انت فى السامرة و بعتتلك أشيرا بس انت مفهمتش.
-انا مش فاهم حاجة.
-انا عايزك تمشى ورايا.
-بس انا مش قادر أمشى أصلا.
اقتربت منى يسوع و وضع يده على فخذى أعلى بقليل من موضع الجرح و قال "لو انت مصدق هتتشفى."
صمتت قليلا و دار فى عقلى كل ما حدث فى حياتى و كل ألم شعرت به و حينها لم أتمالك دموعى و صرت أبكى كالطفل الصغير فنظر فى عيناى و ربت على ظهرى و لم يقل شيئا.
جلست فى موضعى و صعد يسوع إلى سقف البيت و كان يعلم الحشود و صمت الجميع ليسمعوه و لكن برغم سماعى صوته لم أقدر أن أنصت لما يقوله فصوت أفكارى أعلى بكثير مما يقول.
تحول صوته إلى صوت هياج الحشود و لم أفهم شيئاً حينها و خرج الجميع من المنزل و لم يبقى إلا متى الذى ظل جالساً فوق السطح حتى هدأت الأصوات و طرق الباب فريسيون يسألون أين ذهب يسوع و حيث خرج هو و من معه خارج المدينة و علمت لاحقاً أن ما حدث كان نتاج تهييج الفريسيون للشعب ضده بإعتباره نبى كاذب.
تحاملت على نفسى و عدت لمنزلى و قضيت تلك الليلة بين شتات أفكارى فسجدت فى غرفتى و صليت للرب طالباً منه السكينة و الهداية و كل ما حضر بذهنى كلمات هذا الشخص يقول "لو انت مصدق هتتشفى" فسألت نفسى بم أصدق؟ أيمكن لأى شئ أن يشفى ما يحدث بداخلى؟ لا إنه لا يمكن أن يكون شئ؟ الطبيب يمكنه أن يعالج قدمى فتشفى و لكن من يشفى نفسى؟ لا يوجد على الأرض من هو قادر أن يجمع شتاتى إلا الله.
و لكن هذا الرجل الذى يدعى أنه المسيح شفى الأعمى أمام عيناى و هو ليس بطبيب, و هذا الأعمى لم يكن له عينين من الأصل, لقد خلقهم هذا الرجل؟ أيعقل أن يكون هو ابن الله الحى؟ كل هذا صعب على عقلى يا الله, لكنى أؤمن بك و أؤمن أنه ليس مجرد انسان ليعمل أعمالك و ينسبها إليك, انا أؤمن أنك تقدر أن تشفينى لو أردت.
و فى الحال شعرت بوخز فى فخذى فنظرت و إذ بالأنسجة تتجمع و الجرح يلتئم و انا أنظر لقدمى و أبكى ثم أضحك, لست مجنوناً, لقد فهمت الآن ما كانت أشيرا تتحدث عنه, من آمنت به ليس مشعوذ و لا مدعى كاذب, إنه بالحقيقة المسيح إبن الله الحى.
و فى الحال تركت كل شئ و ذهبت تجاه بيت متى لأسأله أين يمكث المسيح, أريد أن أراه , ليس لأنه شفى قدمى بل لأنه رد نفسى إلى الحياة.
بعد مسيرة يومين أخيراً أتباعه ماكثين فى خيام بعضهم يحضر الطعام فسألتهم أين هو فأشاروا أنه ذهب ليصلى. جلست بجانبهم منتظراً إياه, و بعد قليل رجع حيث انتظرناه و بمجرد أن رآنى إقترب إلى ضاحكاً و قال:
-انا كنت مستنيك من زمان على فكرة.
ما زلت غير مستوعب تماماً ما يقصده لكن قبل أن أشكره قام بمعانقتى بشدة و نظر إلى أتباعه قائلاً:
- السماء بتفرح برجوع خاطى واحد أكتر من 99 أبرار مش محتاجين يتوبوا, سلموا على أخوكم.
كنت أرى فى عينيهم نظرات عدم الفهم مثلى, بالفعل رحبوا بى و لكنى رأيت فى عينيه صورتى لنفسى كما لم أراها من قبل, رأيت سعادته بى و بحبه الغامر الذى أغرق فيه.
و لكن واجهت غمر عواطفى و سألته: "انت المسيح اللى جاى يخلصنا فعلاً؟"
فنظر لى بكل ثقة و تواضع و قال: "انت قلت".
Comments
Post a Comment