Posts

Showing posts from July, 2019

حكاية انسان: الجزء الرابع

Image
الساعة الرابعة صباحا فى وسط سكون الليل كنت اجلس وحيدة فى شقتى التى كنت قد انتقلت اليها مؤخرا و ذلك لظروف دراستى حيث كنت اقوم بدراسة الفنون و قد تخصصت فى قسم النحت لذا كل ما طلب منى من اعمال فنية احتاج مجهودا ذهنيا و بدنيا مثل معظم الاقسام الاخرى بكليتنا و لكن ما ميزنا عن غيرنا من الاقسام هو الادوات المستخدمة فى المنحوتات و التى تضاعف مجهوداتنا الجسدية فى النظافة ما بعد فوضى العمل, و لادراكى اننى اجعل المنزل كفوضى عارمة كلما عملت على احدى المشروعات و حاجتى الى المساحة الشخصية انتقلت الى شقتنا القديمة حيث ابقى و حيدة. قد اعتدت ساعات العمل الطويلة و لحبى للهدوء فضلت ان اعمل ليلا حيث يتاح لى المجال لأصفى ذهنى و ذلك يجعل ايا كانت فكرة التصميم الذى اقوم به اقوى و اوضح و كأتها مياه تتسرب الى داخلى و نقائها يخلو من الشوائب. قد اعتدت ايضا ان اترك هاتفى بجانبى ليطلق الموسيقى الهادئة التى تحفذ تفكيرى ليبدأ التدفق, و لكن الليلة مختلفة قليلا بالنسبة لى. انطلقت اصوات الموسيقى الخافتة التى تزامنت مع دقات قلبى الهادئة لتنطلق معها الافكار و الابداع و لكن استوقفتنى ضوضاء آتية من الشقة فى الطاب...

سجن الاكتئاب

Image
هل الاكتئاب سجن؟ انا بقالى تقريبا 3 سنين بصارع مع الاكتئاب, و قصدى هنا بالاكتئاب هو مرض نفسى اكتر ما هو مجرد حالة حزن او مشاعر سيئة زى ما شرحت فى كتير من كتاباتى قبل كده فبسرعة هشرح تانى يعنى ايه اكتئاب و هخش فى الموضوع علطول. الاكتئاب هو حالة من اللا مشاعر او بمعنى اصح حالة من السلبية تجاه الحياة بشكل عام, بمعنى ان الشخص اللى زيى مش بيعرف يختبر مشاعر الفرح لما يبقى فى حاجة حلوة او بيبقى عامل زى الحيطة ان مهما كانت المشاعر قوية فهى بتخبط فى الحيطة دى و بعدها تقع فى الارض و نادرا ما بتخبط فى الحيطة دى فبتسيب علامة فيها سواء بالايجاب او السلب و خلينى اقول انه ممكن الناس تشوف انها ميزة لأنك مش بتحس بالوجع بس الحقيقة انه الاكتئاب اقرب للموت انه مهما حركت الشخص الميت مش هيحس بحاجة. حابب اوضح انه الازمة بالنسبالى بشكل شخصى هى فقدان طعم الحياة فالموت بيبقى اهون الف مرة من العيشة بالشكل ده. انا عارف ان الموضوع ممكن ميبقاش مهم بالنسبالك بس انا شايف انه مهم بالنسبة لأى شخص لأن انت ممكن تعدى بمرحلة اكتئاب و لو ده حصل اهم حاجة انك تفهم نفسك او تفهم المشكلة فين لأنى زى ما قلت قبل كده ...

ما قبل الموت: حياة !

Image
من و انا صغير اتعلمت اقدر قيمة الناس فى حياتى و الموضوع ابتدى بجدى ابو ابويا اللى راح السما من و انا صغير و هو كان اول حد يخلينى ادرك هيبة الموت و سلطانه على البشر و لأنه بييجى فجأة فانت لازم تبقى جاهز للفراق اللى بيحصل فى اى لحظة و تقدر قيمة الناس اللى حواليك و متعتبرش الموضوع من المسلمات انهم موجودين. كلامى الجاى موجه لشخص مفضل بالنسبالى و هو جدى التانى. انا مش هضحك على نفسى، انا كنت عارف انك مش هتفضل موجود كتير و كنت بحاول اجهز نفسى للحظة اللى هتمشى فيها و اتحطيت فى مفترق طرق، انى ابعد نفسى فحبى ليك يهدى و يتطفى او انى افضل لازق فيك لحد الوقت اللى هتمشى فيه و بحمد ربنا انى اخترت ابقى جنبك اطول وقت ممكن و استمتع بكل فرصة لينا مع بعض لأنى كنت هندم لو ضيعت الوقت ده بعيد عنك. اه انا موجوع جدا لفراقك بس لو الزمن عاد نفسه هختار نفس اللى اختارته قبل كده. يمكن مينفعش حد يسد مكانك فى حياتى بس انا اتعلمت اقدر وجودك و اتبسط بكل لحظة ينفع اقضيها معاك من غير ما افكر كتير انك كده كده هتمشى و فى الوجع بتاع الوقت ده لأنى لو كنت سيبت نفسى للفكرة دى انا كنت هفضل متنكد و واخد جنب منك و...

حكاية انسان: الجزء الثالث

Image
الساعة الرابعة عصرا 17\8\2018 كان هذا اليوم بمثابة الجحيم على الارض من شدة الحرارة و بحكم اننى اعيش باحد المدن الاقليمية الكبرى كان الجو مشبعا بالاتربة و اتذكر انه فى هذا اليوم كنت قد حددت ميعادا لمقابلة احدى الفتيات اللاتى كنت اخدمهن فى الكنيسة فى سن صغير و كنت اعتبرهن كاصدقاء لى و قد دبرنا هذه المقابلة وفقا لطلبها. لذا بينما كنت فى الطريق لرؤيتها بدأت افقد اعصابى لظروف الجو السيئة بالاضافة الى صغيرتى "مشمش" التى بدأت فى التذمر و البكاء. -بالمناسبة مشمش هى ابنتى- اخيرا وصلت الى منزل "زيزا" -الفتاة التى اردت مقابلتها- ففتحت الباب لأجد نسيم هواء بارد يضرب و جهى و ذلك بسبب مكيف الهواء و لذا هممت الى الداخل لألتقط انفاسى قائلة: "انسى انى اجيلك لحد اخر الصيف, انا مش هنزل من بيتى و اللى عايزنى يجيلى" فضحكت زيزا بعدما احتضنتى و قالت: "اللى تؤمرى بيه يا فندم بس انتى عارفة مينفعش اعيش من غيرك يعنى" بعد ذلك دخلنا لنجلس على اريكة فى غرفة المعيشة و بعد لحظات قبل بدء الحديث وقفت زيزا لتسألنى: "تحبى تشربى ايه؟" "...

حكاية انسان: الجزء الثانى

Image
الساعة التاسعة و النصف صباحا لا استطيع ان اقول ان هذا كان بداية اليوم او هذه بداية الاحداث و لكن ها انا هنا فى قاعة محاضرات مزدحمة بالشباب فى مثل سنى او اصغر قليلا, لا اعرفهم و هم لا يعرفوننى, فى حقيقة الامر كنت اعرف القليل من الفتيات اللاتى سبق و قابلتهم فى الايام القليلة الماضية حيث كانت هذه اول ايام لى فى الجامعة و ما زالت انطباعاتى عن الاخرين مشوشة و لكننى بطبعى ودودة و لطالما عرفت ان اكن على طبيعتى و و ذلك جعل تقبل الاخرين لى اسهل. دعنى اقل اننى لم احب وجودى هنا و لم اكرهه و لكن ما كرهته هو حاجتى لأستيقظ باكرا لأستمع الى محاضر يتكلم بسرعة مستخدما بعض الالفاظ الطبية او الانجليزية التى ما زالت غير مألوفة بالنسبة لى و الملل المصحوب بمثل هذه المحاضرات التى يكون معظم محتواها كلوغاريتمات او "هرى" كما يطلق عليها جيلنا. و فى الحقيقة لم احتمال الذكور من الطلبة الذين يحاولون اثبات انفسهم من خلال اطلاق نكات سخيفة و اصدار ضوضاء بينما ابذل قصارى جهدى للتركيز فيما يقوله الدكتور. بينما كنا جالسين نظرت الى احدى الفتيات الجالسات بجانبى سائلةً: "هو الساعة كام دلوقتى؟...

حكاية انسان: الجزء الأول

Image
الساعة الحادية عشر و النصف صباحا عادة ما انام متأخرا و استيقظ متأخرا فقد اعتدت ان يكون روتين يومى اننى استيقظ حوالى الثانية او الثالثة ظهرا متجنبا يذلك حرارة  شمس النهار ثم اقوم بتناول اى وجبة خفيفة و اضيع بعض الوقت فى مشاهدة فيلما ما او بتفقد اذا ما وردت اى رسائل على هاتفى او لعب بعض الالعاب حتى تغيب الشمس فتحين الفرصة لمقابلة بعض الاصدقاء لنجلس جلستنا المعتادة فى مقهى بسيط لنتشارك اطراف الحديث الذى غالبا ما كان سطحيا مثل التحدث عن مباراة الامس او فيلم جديد و قلما كان حديثنا جادا و عندما تنتهى الكلمات فتأتى الالعاب مثل الشطرنج و الدومينو لتملأ تلك الفراغات حتى نعود لمنازلنا بعد ليلة طويلة لنعيد نفس الروتين الصباحى حتى النوم. انا اعلم ان قراءة مثل هذا الامر قد يصيبك بالملل و لكنى لا الومك فهذه هى الحياة بدون شئ يشغل وقتى و لكن قل لى ما البديل؟ و فى حقيقة الامر اذا كنت قد شعرت بالملل من قراءة هذا فكم بالحرى سيكون الامر ان اضطررت الى عيش هذه الحياة؟ فى الحقيقة انا لست مملا هكذا, يقال عنى انى من الشخصيات التى يسهل التعامل معها و انا اعتبر هذا حقيقيا لأنى لدى العديد من الاص...

ايه اللى خلانى اتجوز؟

انا بكره جوزى من كل قلبى ! انا حقيقى مش عارفة ابتدى منين بس الراجل ده مخبول فى دماغه, و حقيقى مفيش حاجة توصف احساسى و انا عايشة كل يوم فى الجنان بتاعه ده. انا فاكرة من سنين كتيرة بعد ما اتجوزنا من شوية قاللى يلا لمى شنطك و حاجتك, احنا مسافرين! ! انا ساعتها كنت فاكرة اننا رايحين نزور ناس قرايبه او طالعين مصيف فى اى حتة عالبحر فبتلقائية سألته مودينا على فين لقيته بيرد رد انا لحد دلوقتى مش فاهماه و قاللى معرفش, انا افتركته بيهزر بس وشه مكنش بيقول كده. قلتله بطل رخامة بقى, بجد قوللى رايحين فين رد و قاللى بجد معرفش ! انا لحد دلوقتى مستغربة نفسى انى سمعت كلامه بس بصراحة مقدرتش اكسر كلمته, ده مهما كان جوزى يعنى فسيبنا كل عيلتنا و ناسنا بعد ما لمينا حاجاتنا و حرفيا عشنا ايام كتير فى الصحراء. بعدها بكام سنة و احنا مسافرين رحنا بلد الملك بتاعها كان عامل زى هتلر كده, كان عنده جنون العظمة و يعتبر زعيم العالم فى الوقت ده و كل الناس عاملاله الف حساب, المهم ان جوزى بجد ساعتها كان ارجل واحد فى الدنيا فى عينيا, و طبعا بقول كده و قصدى العكس, انا جوزى قال انى اخته عشان محدش يكلمه بسببى ...

سنلتقى قريبا...

الفصل الثالث او الرابع منذ بضع سنوات كنت اعيش بمكان مختلف تماما عن يومنا هذا، دعنى اذهب فى رحلة سريعة الى الماضى منذ حوالى عشرين عاما. كنت فى زيارة لإبنتى الكبرى فى منزلها حيث اصطحبت اعز صديقة لى الا و هى زوجتى و عندما وصلنا الى هناك استقبلتنا هى و زوجها و ابنائهم بالاحضان و القبلات. لأكون امينا احداث هذا الوقت معظمها مشوشة بالنسبة الى و لكن أتذكر بوضوح انه فى صباح احد الايام خرجت للتمشى فى شوارع المدينة الهادئة و ذلك بسبب ان الموظفين يعملون و الاطفال يذهبون لمدارسهم و كانت زوجتى الجميلة بصحبتى. قد استغللنا فرصة اننا بالخارج لنحضر بعض احتياجات المنزل من طعام سواء خضروات او فاكهة و بينما كنا نسير اسوقفتنا ضوضاء شديدة و اذ بنا ننظر تجاهها لنجد عربة يجرها حمار يبدو عليه العجز و يعلوها العديد من الاقفاص البلاستيكية التى كانت تحتوى بداخلها على مئات الافراخ الصغيرة او كما يطلق عليها "كتاكيت"  بالعامية  و كانت تتكتل فوق بعضها و لا اعلم اذا كانت تصدر هذه الضوضاء بسبب نشاطها الزائد ام لألمها من ضيق القفص. عندما لاحظت هذا المنظر خطر فى بالى انها ستكون فكرة جيدة ان اح...