حكاية انسان: الجزء الرابع

الساعة الرابعة صباحا فى وسط سكون الليل كنت اجلس وحيدة فى شقتى التى كنت قد انتقلت اليها مؤخرا و ذلك لظروف دراستى حيث كنت اقوم بدراسة الفنون و قد تخصصت فى قسم النحت لذا كل ما طلب منى من اعمال فنية احتاج مجهودا ذهنيا و بدنيا مثل معظم الاقسام الاخرى بكليتنا و لكن ما ميزنا عن غيرنا من الاقسام هو الادوات المستخدمة فى المنحوتات و التى تضاعف مجهوداتنا الجسدية فى النظافة ما بعد فوضى العمل, و لادراكى اننى اجعل المنزل كفوضى عارمة كلما عملت على احدى المشروعات و حاجتى الى المساحة الشخصية انتقلت الى شقتنا القديمة حيث ابقى و حيدة. قد اعتدت ساعات العمل الطويلة و لحبى للهدوء فضلت ان اعمل ليلا حيث يتاح لى المجال لأصفى ذهنى و ذلك يجعل ايا كانت فكرة التصميم الذى اقوم به اقوى و اوضح و كأتها مياه تتسرب الى داخلى و نقائها يخلو من الشوائب. قد اعتدت ايضا ان اترك هاتفى بجانبى ليطلق الموسيقى الهادئة التى تحفذ تفكيرى ليبدأ التدفق, و لكن الليلة مختلفة قليلا بالنسبة لى. انطلقت اصوات الموسيقى الخافتة التى تزامنت مع دقات قلبى الهادئة لتنطلق معها الافكار و الابداع و لكن استوقفتنى ضوضاء آتية من الشقة فى الطاب...